السبت، 22 نوفمبر 2014

تاريخ دمشق


هذا كتاب رجال وليس كتاب أحاديث.
وقد حاول صاحبه نقل كل ما يتعلق بالراوي وأن ينقل الكثير مما رواه سواء كان ذلك صحيحاً أو موضوعاً وترك الامر للعلماء وطلاب العلم لدراسة الاسانيد التى ذكرها واثبتها .

وقد نص السيوطي على أن كل ما تفرد به ابن عساكر في تاريخ دمشق ضعيف.

فرائد السمطين للجويني

من دلائل كونه من الشيعة قوله في مقدمة كتابه بعد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نصه: ( وانتجب له أمير المؤمنين عليا أخا وعونا وردءا وخليلا ورفيقا ووزيرا ، وصيره على أمر الدين والدنيا له مؤازرا . . . وأنزل في شأنه : { إنما وليكم الله ورسوله . . . } تعظيماً لشأنه . . . وصلى الله على محمد عبده ونبيه . . . وعلى إمام الأولياء وأولاده الأئمة الأصفياء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . . . والحمد لله الذي ختم النبوة والرسالة بمحمد المصطفى . . . وبدأ الولاية من أخيه وفرع صنو أبيه المنزل من موسى فضيلته النبوية منزلة هارون ، وصيه الرضى المرتضى علي ( عليه السلام )
باب مدينة العلم المخزون . . . وآزره بالأئمة المعصومين من ذريته أهل الهداية والتقوى . . . ثم ختم الولاية بنجله الصالح المهتدي الحجة القائم بالحق .
. . " وذكره في ختامها اسمه : " إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحموي عفا الله تعالى عنه لمحبته الأئمة الأطهار وأحياه على متابعتهم وولائهم وأماته عليها وحشره معهم وجعله تحت لوائهم فهم سادة الأولين والآخرين).

وقال آغا بزرك طهراني في كتابه ذيل كشف الظنون ص70 (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين مرتب على سمطين أولهما في فضائل الامير عليه السلام في سبعين باباً وخاتمة ، وثانيهما في فضائل البتول والحسنين في اثنين وسبعين باباً لصدر الدين ابراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبى الحسين بن محمد بن حمويه الحمويني الذي أسلم على يده السلطان محمود غازان في سنة 694 وتشيع أخيراً لكن أظهر التشيع أخوه الشاه خدا بندة نسخة منه عند السيد احمد آل حيدر).

ويبدو أنه كان يتعامل بالتقية حيث لم يظهر تشيعه حتى مماته ، فالرجل شيعي بلا ريب لما أشرنا إليه من مقدمة كتابه ويضاف إلى ذلك ما ذُكر من أنّ من مشايخه ابن المطهر الحلي ونصير الدين الطوسي وهما من أكثر علماء الشيعة معاداة لأهل السنة !

ولا أتصور أنه كان متشيعاً بدليل الآتي:
تتلمذه على يدي نصير الدين الطوسي المتوفى سنة 672 هـ فلو فرضنا مثلاً أنه تتلمذ علي يدي نصير الدين الطوسي في آخر سنة من حياة الطوسي فإنّ ذلك يعني أنه كان شيعياً منذ أن كان عمره يناهز الثمانية وعشرين سنة !
وتتلمذه على يدي سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي المتوفى سنة 665هـ كما يقول الكركي في جامع المقاصد 1/20.
ولو فرضنا أيضاً أنه لم يكن تلميذاً لابن المطهر الحلي إلا في السنة الأخيرة من حياة ابن المطهر فإنّ هذا يعني أنّ الرجل كان شيعياً وهو في عمر الواحد والعشرين سنة!!

هذا طبعاً أقصى ما يمكن أن يُتصوره وإلا فقد يكون الرجل شيعياً منذ الصغر ، وهذا ما أذهب إليه.

ففي موسوعة مؤلفي الامامية ج1 ص 379 ما نصه (إبراهيم بن محمد الحموي الجويني (644- 722ه‍ ) عالم بالحديث . من شيوخ خراسان . لقب ب‍ " صدر الدين " . رحل متقصياً للحديث إلى: العراق ، الشام ، الحجاز ، تبريز ، آمل بطبرستان ، القدس ، كربلاء ، قزوين ، وغيرها.
من مشايخه : الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي ، المحقق الحلي ، ابنا طاووس ، الخواجه نصير الدين الطوسي، إضافة إلى مشايخه من العامة . من تلاميذه شمس الدين الذهبي . أسلم على يديه غازان الملك. توفي بالعراق . الآثار : فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين (عربي/سيرة المعصومين (عليهم السلام ) - زيارات ) يتكون من سمطين : أحدهما في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) موزعة على ( 70 ) بابا وخاتمة ، والآخر في فضائل المرتضى والبتول والحسنين (عليهم السلام) ب‍ ( 72 ) بابا . كما ذكر فيه الزيارة الجامعة الكبيرة . فرغ منه سنة ( 716 ه ).
وطالما ذكروا أنّ الإمام الذهبي من تلامذته فلعلنا نشير إلى قول الذهبي رحمه الله في الحموي الذي نقله الزركلي في الأعلام 1/63 (شيخ خراسان ، كان حاطب ليل - يعني في رواية الحديث - جمع أحاديث ثنائيات وثلاثيات ورباعيات من الاباطيل المكذوبة . وعلى يده أسلم غازان).


ملاحظة هامة: ربما يرى البعض أنّ في اسم الحموي كلمة (الجويني) فلا بد من الإشارة إلى أنّ الإمام الجويني (إمام الحرمين) الفقيه الشافعي المتكلم هو شخص آخر ، فلا يخلط الأخوة بين الإثنين.

ينابيع المودة للقندوزي

من يتأمل كتابه يعلم أنّ مؤلفه شيعي إثني عشري وإن لم يصرّح علماء الشيعة بذلك لكن آغا بزرك طهراني عدّ كتابه هذا من مصنفات الشيعة في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة 25/290 ) ولعل من مظاهر كونه من الشيعة الإثني عشرية ما ذكره في كتابه ينابيع المودة 1/239 عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: كان على عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة ، فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء.
وروى عن جابر قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي ". ( ينابيع المودة 3 / 104 )

وعن جابر بن عبد الله أيضاً قوله : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم القائم ، اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " ( ينابيع المودة : 2 / 593 ، طبعة المطبعة الحيدرية ، النجف / العراق ).

مروج الذهب للمسعودي

5376 – علي بن الحسين بن علي ... المسعودي صاحب ( مروج الذهب ) وغيره من التواريخ وقد ذكر فيه لنفسه عدة تصانيف ومشايخ ورحلة واسعة .
ومن تصانيفه : ( اخبار الزمان ) وبعده ( الاوسط ) وبعده ( المروج ) وبعده ( التنبيه ) وبعده ( التعيين للخلفاء / الماضين ) . وتصانيفه عزيزة الا المروج فقد اشتهر .
وذكر ابن دحية في كتاب ( صفين ) فقال : مجهول لا يعرف ونكرة لا يتعرّف , كذا قال فلم يصب .
وقد ذكر هو في ( مروج الذهب ) انه ولد بالعراق وجال في الافاق واستقر في مصر الى ان مات بها في سنة ست واربعين وثلاث مئة .
وكتبه طافحة بانه كان شيعياً معتزلياً , حتى انه قال في حق ابن عمر : انه امتنع من بيعة علي بن ابي طالب ثم بايع بعد ذلك يزيد بن معاوية والحجاج لعبد الملك بن مروان وله من ذلك اشياء كثيرة . لسان الميزان ج 5 ص 531 مكتب المطبوعات الاسلامية

اعتراف الشيعة بأنه شيعي وليس من أهل السنة:

يقول السيد بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجالية ج 4 ص 150 :
(ومنهم الشيخ الفاضل الشيعي على بن الحسين ابن علي المسعودي مصنف كتاب مروج الذهب).

ويقول النجاشي في رجاله ص 254 :
(علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن ، الهذلي له كتاب المقالات في أصول الديانات ، كتاب الزلف ، كتاب الاستبصار ، كتاب سر الحياة ، كتاب نشر الاسرار ، كتاب الصفوة في الامامة ، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية ، كتاب المعالي في الدرجات ، والابانة في أصول الديانات ، رسالة إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، رسالة إلى ابن صعوة المصيصي ، أخبار الزمان من الامم الماضية والاحوال الخالية ، كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ، كتاب الفهرست ).

ويقول العلامة الشيعي الحلي في كتابه (خلاصة الأقوال) ص 186 :
(40 - علي بن الحسين بن علي المسعودي ، أبو الحسن الهذلي ، له كتب في الامامة وغيرها ، منها كتاب في اثبات الوصية لعلي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، وهو صاحب كتاب مروج الذهب) .

ويقول ابن داوود الحلي في رجاله ص 137 :
(على بن الحسين بن على : المسعودي أبو الحسن لم له كتاب " إثبات الوصية لعلى عليه السلام وهو صاحب " مروج الذهب " ).

ويقول التفرشي في كتابه (نقد الرجال) ج 3 ص 252 :
( علي بن الحسين بن علي : المسعودي ، أبو الحسن الهذلي ، له كتب ، منها : كتاب إثبات الوصية لعلي ابن أبي طالب عليه السلام ، وكتاب مروج الذهب ).

ويقول الحر العاملي في كتابه (أمل الآمل) ج 2 ص 180 :
( علي بن الحسين بن علي المسعودي ، أبو الحسن الهذلي . له كتب في الامامة وغيرها ، منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو صاحب مروج الذهب - قاله العلامة . وذكره النجاشي وقال : له كتاب المقالات في أصول الديانات ، كتاب الزلف ، كتاب الاستبصار ، كتاب نشر الحياة ، كتاب نشر الاسرار كتاب الصفوة في الامامة ، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية ، وكتاب المعالي والدرجات والابانة في أصول الديانات ، ورسالة في إثبات الامامة لعلي ابن أبي طالب عليه السلام ، ورسالة إلى ابن صعوة المصيصي ، أخبار الزمان من الامم الماضية والاخبار الخالية، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، كتاب الفهرست . وبقي هذا الرجل إلى سنة 333 - انتهى . وقال الشهيد في حواشي الخلاصة : ذكر المسعودي في مروج الذهب أن له كتابا اسمه الانتصار ، وكتابا اسمه الاستبصار ، وكتاب آخر أكبر من مروج الذهب اسمه الاوسط ، وكتاب المقالات في أصول الديانات ، وكتاب القضاء والتجارب ، وكتاب النصرة ، وكتاب مزاهر الاخبار وطرائف الآثار ، وكتاب حدائق الازهار في أخبار آل محمد صلوات الله عليه وآله ، وكتاب الواجب في الاحكام اللوازب ) انتهى .

ويقول السيد علي البروجردي في كتابه (طرائف المقال) ج 1 ص 177 :
953 - علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي ، له كتب في الامامة وغيرها منها كتاب في اثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام وهو صاحب مروج الذهب " صه " بقي الى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة " جش " .

ويقول إسماعيل باشا البغدادي في كتابه (هدية العارفين) ج 1 ص 679 :
(المسعودي - على بن الحسين بن على الهذلى البغدادي أبو الحسن المسعودي المورخ نزيل مصر الاديب كان يتشيع توفى بمصر سنة 346 له من الكتب اثبات الوصية . اخبار الامم من العرب والعجم . اخبار الخوارج . اخبار الزمان ومن اباده الحدثان في التاريخ . الامانة في اصول الديانة الاوسط في التاريخ . بشرى الابرار . بشرى الحيوة . البيان في اسماء الائمة . التنبيه والاشراف . حدائق الاذهان في اخبار بيت النبي صلعم . خزائن الملك وسر العالمين . ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهر . راحة الارواح في اخبار الملوك والامم . الرسائل والاستذكار لما مر في سالف الاعصار . سر الحياة . عجائب الدنيا . كتاب الاستبصار . كتاب الانتصار . كتاب الزلف . كتاب الصفرة . كتاب القضايا في التجارب . كتاب المعالى في الدرجات والابانة في اصول الديانات . كتاب الواجب في الاحكام اللوازب . / صفحة 680 / مروج الذهب ومعادن الجوهر في التاريخ مطبوع في مجلدات . مزاهر الاخبار وطرائف الآثار . المسالك والممالك . المقالات في اصول الديانات . الهداية إلى تحقيق الولاية ).

ويقول آقا بزرگ الطهراني في موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 1 ص 110 :
( 536 : إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ) للشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي من ولد ابن مسعود الصحابي وهو صاحب مروج الذهب وغيره المتوفى سنة 346 فيه إثبات أن الارض لا تخلو من حجة وذكر كيفية إتصال الحجج من الانبياء من لدن آدم على نبينا وآله وعليه السلام إلى خاتمهم نبينا صلى الله عليه وآله وكذلك الاوصياء إلى قائمهم عليهم السلام وفي أواخره يقول إن للحجة عليه السلام إلى هذا الوقت خمسة وسبعين سنة وثمانية أشهر وهو شهر ربيع الاول سنة 332 ( أوله الحمد لله رب العالمين الخ ) وأول رواياته في تعداد جنود العقل والجهل ، وعبر عنه النجاشي باثبات الامامة لعلي بن ابي طالب عليه السلام ويسميه العلامة المجلسي في البحار عند النقل عنه بكتاب الوصية بحذف المضاف طبع سنة 1320 بمباشرة أمير الشعراء ميرزا محمد صادق بن محمد حسين بن محمد صادق بن ميرزا معصوم بن ميرزا عيسى المدعو بميرزا بزرك ( الذي كان وزير السلطان فتح علي شاه القاجاري ) الحسيني الفراهاني الطهراني واستنسخه وصححه على نسخة شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء ).

المستدرك للحاكم


كان فارسياً نشأ في بلاد الفرس أيضاً في بيئة متشيعة.
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (17\168):
«وكان يميل إلى التشيع».

وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي عن أبي عبد الله الحاكم: «ثقةٌ في الحديث، رافضيٌّ خبيث».
وقال عنه ابن طاهر: «كان شديد التعصب للشيعة في الباطن. وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة. وعن أهل بيته.
يتظاهر بذلك ولا يعتذرtوكان منحرفاً غالياً عن معاوية منه».

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1\97): «إن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح.
حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما (وهما من المتساهلين) بلا نزاع. فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما (وهما من أشد المتساهلين من المتقدمين).
بل تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مُختارته، خيرٌ من تصحيح الحاكم.
فكتابه في هذا الباب خيرٌ من كتاب الحاكم بلا ريب عند من يعرف الحديث.
وتحسين الترمذي أحياناً (رغم تساهله الشديد) يكون مثل تصحيحه أو أرجح.
وكثيراً ما يُصَحِّحِ الحاكمُ أحاديثَ يُجْزَمُ بأنها موضوعة لا أصل لها».

وقال ابن القيم في "الفروسية" (ص245): «وأما تصحيح الحاكم فكما قال القائل:‏
فأصبحتُ من ليلى –الغداةَ– كقابضٍ * على الماء خانته فروجُ الأصابع‏
‏ولا يعبأ الحفاظ أطِبّاء عِلَل الحديث بتصحيح الحاكم شيئاً، ولا يرفعون به رأساً البَتّة. بل لا يعدِلُ تصحيحه ولا ‏يدلّ على حُسنِ الحديث. بل يصحّح أشياء موضوعة بلا شك عند أهل العلم بالحديث. وإن كان من لا علم له ‏بالحديث لا يعرف ذلك، فليس بمعيارٍ على سنة رسول الله، ولا يعبأ أهل الحديث به شيئاً. والحاكم نفسه يصحّح ‏أحاديثَ جماعةٍ، وقد أخبر في كتاب "المدخل" له أن لا يحتج بهم، وأطلق الكذب على بعضهم هذا». انتهى.‏

غفلة الحاكم
قال الذهبي عن الحاكم في "ميزان الاعتدال" (6\216): «إمامٌ صدوق، لكنه يصحّح في مُستدرَكِهِ أحاديثَ ‏ساقطة، ويُكثِرُ من ذلك. فما أدري، هل خفِيَت عليه؟ فما هو ممّن يَجهل ذلك. وإن عَلِمَ، فهذه خيانةٌ عظيمة. ثُم ‏هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك، من غير تَعَرّضٍ للشيخين...».‏
وذكر ذلك ابن حجر في لسان الميزان (5\232) ثم قال: «قيل في الاعتذار عنه: أنه عند تصنيفه للمُستدرَك، كان ‏في أواخِر عمره. وذَكر بعضهم أنه حصل له تغيّر وغفلة في آخر عمره. ويدلّ على ذلك أنه ذَكر جماعةً في كتاب ‏‏"الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم. ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه"، ‏وصحّحها! من ذلك أنه: أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه: "روى ‏عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها –من أهل الصنعة– أن الحِملَ فيها عليه". وقال في آخر ‏الكتاب: "فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب، ثبَتَ عندي صِدقهُم لأنني لا أستحلّ الجّرحَ إلا مبيّناً، ولا أُجيزُه ‏تقليداً. والذي أختارُ لطالبِ العِلمِ أن لا يَكتُبَ حديثَ هؤلاءِ أصلاً"!!».‏

قلت: و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيفٌ جداً، حتى قال عنه ابن الجوزي: «أجمعوا على ضعفه». وقد روى له ‏الحاكم عن أبيه! وكذلك كان يصحّح في مستدركه أحاديثاً كان قد حكم عليها بالضعف من قبل. قال إبراهيم بن ‏محمد الأرموي: «جمع الحاكم أحاديث وزعم أنها صِحاحُ على شرط البخاري ومسلم، منها: حديث الطير و "من ‏كنت مولاه فعلي مولاه". فأنكرها عليه أصحاب الحديث، فلم يلتفتوا إلى قوله». ثم ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ‏‏(3\1042) أن الحاكم سُئِل عن حديث الطير فقال: «لا يصح. ولو صَحّ لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي ‏?‏». قال الذهبي: «ثم تغيّر رأي الحاكم، وأخرج حديث الطير في "مُستدركه". ولا ريب أن في "المستدرَك" ‏أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة. بل فيه أحاديث موضوعة شَانَ "المستدرك" بإخراجها فيه». قلت: ولا ‏نعلم إن وصل التشيع بالحاكم لتفضيل علي على سائر الصحابة بعد تصحيحه لحديث الطير.‏

لكن التخليط الأوضح من ذلك هو الأحاديث الكثيرة التي نفى وجودها في "الصحيحين" أو في أحدهما، وهي منهما ‏أو في أحدهما.
وقد بلغت في "المستدرك" قدراً كبيراً. وهذه غفلةٌ شديدة. بل تجده في الحديث الواحد يذكر تخريج ‏صاحب الصحيح له، ثم ينفي ذلك في موضعٍ آخر من نفس الكتاب. ومثاله ما قال في حديث ابن الشخير مرفوعاً ‏‏"يقول ابن آدم مالي مالي...".
قال الحاكم: المستدرك على الصحيحين (2\582): «مسلم قد أخرجه من حديث ‏شعبة عن قتادة مختصَراً». قلت: بل أخرجه بتمامه #2958 من حديث همام عن قتادة. ثم أورده الحاكم بنفس ‏اللفظ في موضعٍ آخر (4\358)، وقال: «هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ولم يُخرِجاه».‏

على أية هذا فلا يعني هذا حصول تحريف في إسنادٍ أو متنٍ، لأن رواية الحاكم كانت من أصوله المكتوبة لا من ‏حفظه. وإنما شاخ وجاوز الثمانين فأصابته غفلة، فسبب هذا الخلل في أحكامه على الحديث. عدا أن غالب ‏‏"المستدرك" هو مسودة مات الحاكم قبل أن يكمله.
مع النتبه إلى أن الحاكم كان أصلاً متساهلاً في كل حياته، ‏فكيف بعد أن أصابته الغفلة ولم يحرّر مسودته؟

قال المعلمي في التنكيل (2\472): «هذا وذِكْرُهُم للحاكم بالتساهل، إنما ‏يخصّونه بالمستدرك. فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحدٌ بشيءٍ مما فيها، فيما أعلم. ‏وبهذا يتبين أن التشبّث بما وقع له في المستدرك وبكلامهم فيه لأجله، إن كان لا يجاب ‏التروي في أحكامه التي في المستدرك فهو وجيه. وإن كان للقدح في روايته أو في أحكامه ‏في غير المستدرك في الجرح والتعديل ونحوه، فلا وجه لذلك.
بل حاله في ذلك كحال غيره ‏من الأئمة العارفين: إن وقع له خطأ فهو نادرٌ كما يقع لغيره. والحكم في ذلك بإطراح ما ‏قام الدليل على أنه أخطأ فيه وقبول ما عداه، والله الموفق».‏

فالخلاصة أننا نصحح ضبط الحاكم للأسانيد، ولكننا نرفض أحكامه على الأحاديث في "المستدرك" كليّةً، ونعتبر ‏بغيرها خارج "المستدرك".‏

كفاية الاثر للكنجي

وهو صاحب كتاب (كفاية الأثر) و (البيان في أخبار صاحب الزمان) :
قال عنه الإمام ابن كثير في البداية والنهاية 13/256

((وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله، وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين))

تاريخ اليعقوبي

قال آقا بزرگ الطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 3 ص 296 :

( 1104 : تاريخ اليعقوبي ) للمؤرخ الرحالة أحمد بن أبي يعقوب اسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المكنى بابن واضح والمعروف باليعقوبي المتوفى سنة 284 صاحب كتاب البلدان المطبوع في ليدن قبلا وفي النجف سنة 1357 وتاريخه كبير في جزءين / صفحة 297 / أولهما تاريخ ما قبل الاسلام والثاني فيما بعد الاسلام إلى خلافة المعتمد العباسي سنة 252 طبع الجزءان في ليدن سنة 1883 م كما في معجم المطبوعات وفيه أن ابن واضح شيعي المذهب ، وفي " اكتفاء القنوع " ان اليعقوبي كان يميل في غرضه إلى التشيع دون السنية .

الخميس، 20 نوفمبر 2014

العقد الفريد

كتاب العقد الفريد في الميزان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

صاحب الكتاب

صنفه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي الأندلسي ..
مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ولد سنة ( (246هـ ...

ونشأ بمدينة قرطبة وكان في شرخِ شبابه صاحب لهو وطرب ثم رجع في كبره عن ذلك.
وجاء في معجم الأدباء لياقوت ـ رحمه الله تعالى :
ولأبى عمر أيضا أشعار كثيرة سماها الممحصات وذلك أنه نقض كل قطعة قالها في الصبا والغزل بقطعة في المواعظ والزهد (1/614)

قال عنه ابن كثيرـ رحمه الله تعالى ـ:
(كان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين.. ويدل كثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحد من بني أمية وهذا عجيب منه لأنه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم)
البداية والنهاية (11/230)
وقال في موضع آخر ـ رحمه الله تعالى ـ :
لان صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت، وربما لا يفهم أحد من كلامه ما فيه من التشيع . البداية والنهاية (10/ 23)
توفي سنة (328هـ) عفا الله عنا وعنه.

كتاب العقد حسناته وسيئاته :

وكتاب العقد مخلوط صحيحه بواهيه محذوف الأسانيد والرواة واعتمدَ على مصادر لا يجوز النقل منها إلا بعد تثبت..
ولم يعتمد مؤلفه في النقل منها إلا الطرفة والملحة إذ في كتابه ميل إلى الفكاهة والدعابة ونزوع إلى القصص والنوادر والنكات فتراه في كتابه يذكر الكثير من ذلك ..
أو لا يستنكف عن ذكر بذيء اللفظ وسافل المعنى ورغم ذلك فإن المسحة الأدبية تبدو قوية في كتابه بحيث يشعر بها كل من يقرأ(العقد) أو يتصفحه) .
كتب حذر منها العلماء (2 /44)

وأثنى على كتابه الإمام ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ فقال:
( وكتابه العقد يدل على فضائلَ جمة وعلوم كثيرة مهمة).
البداية والنهاية (11 /230)

وقال الشيخ عائض القرني عن الكتاب: (وهو من أحسن الكتب فوائد) وذكر ثلاث ملاحظات عليه فقال:

1 - أنه يورد كثيرا من الأحاديث الموضوعة والباطلة ثم لا يعلق عليها.
2 - الرجل شيعي يتكلم في بني أمية ويزري عليهم خاصة الصدر الأول كمعاوية وابنه.
3 - أنه يفحش في باب النساء وفي بعض الأبواب كأبواب الحمقى والمتماجنين . وهذا لا يليق بالمسلم الأديب الذي يريد الله والدار الآخرة. ( اقرأ باسم ربك ص:222)

4 - وما ورد في (العقد) من العظائم يحطُ من قدر المؤلِّف والمؤلَّف فقد ملأ كتابه بأحاديث ضعيفة ـ كما ذكر الشيخ عائض ـ وأخبار واهية ..
5 - وأنقص من قدر آل البيت والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بنقله أكاذيب يتورع عنها العامة ويمجُها من به ذرة من عقل..
فكيف بالصحابة الذين هم أفضل البشر بعد الأنبياء فأنت حين تقرأ ما ذكره عن أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقشعر جلدك ويضيق صدرك وتتمنى لو لم ينظر إليه طرفك
ولا تملك إلا أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتسأل الله السلامة والعافية وأن يتجاوز عنا وعنه.

كذبه على أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم:
أولا: كذبه على أمير المؤمنين ذي النورين ـ رضي الله عنه :

وذكر أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لما ولي قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم أُرتج عليه فقال:
"أيها الناس: إن أول مركب صعب، وإن أعش فستأتيكم الخُطب على وجهها، وسيجعل الله بعد عسر يسر"
(العقد الفريد (4 / 156 ـ 157)

وذكرها في موضع آخر من (العقد) تحت هذا العنوان
من أُرتج عليه في خطبته
وقال: ( أول خطبة خطبها عثمان بن عفان أُرتج عليه).
العقد الفريد (4 / 231)

وأوردها الجاحظ المعتزلي في (البيان والتبيين) بصيغة أخرى فقال:

وصعد عثمان المنبر فأرتج عليه فقال: (إن أبا بكر وعمر كانا يُعدان لهذا المقام مقالا وأنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام خطيب وستأتيكم الخطب على وجهها وتعلمون إن شاء الله تعالى)
البيان والتبيين (1 / 324)
والعجيب أن هؤلاء القصاصين لا يروون لعثمان ـ رضي الله عنه ـ غير هذه الخطبة التي يتهمونه فيها بأنه عييٌّ غير بليغ حَصِرٌ غير خطيب!
ـ وحاشا أمير المؤمنين ذلك ـ وهو من أشراف قريش ملوك الفصاحة والبيان!
وأين خطبه الرنانة التي صدع بها في زمن خلافة التي امتدت سنين؟!

وهذا الخبر باطل وعثمان ـ رضي الله عنه ـ منه براء ويدل على بطلانه أمران:

أولا: ما رواه ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ : (...وأما أول خطبة خطبها بالمسلمين ، فروى سيف بن عمر بن بدر بن عثمان عن عمه قال:
لما بايع أهل الشورى عثمان خرج وهو أشدهم كآبة فأتى منبر النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
إنكم في دار قلعة وفي بقية أعمار فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه فلقد أتيتم صبِّحتم أو مُسيتم، ألا وإن الدنيا طويت على الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور واعتبروا بمن مضى ثم جدوا ولا تغفلوا أين أبناء الدنيا وإخوانهم الذين أثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلا؟ ألم تلفظهم؟ ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها واطلبوا الآخرة فإن الله قد ضرب لها مثلا بالذي هو خير
فقال تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كما أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)
قال: وأقبل الناس يبايعونه).

ثانياً: قوله ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن أورد هذه الخطبة البليغة المؤثرة التي لا تصدر من عيي ولا يقولها حَصِر: وما يذكره الناس من أن عثمان لما خطب أُرتج عليه فلم يدر ما يقول حتى قال: أيها الناس إن أول مركب صعب وإن أعش فستأتيكم الخطبة على وجهها فهو شيء يذكره صاحب العقد وغيره ممن يذكر طرف الفوائد ولكن لم أرَ هذا بإسناد تسكن النفس إليه والله اعلم).
]البداية والنهاية (7 / 159)[
فهل تصدر هذه الخطبة البليغة من رجل عيي؟!
أم أنه التجرؤ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والحط من منزلتهم؟!

ثانياً: كذبه على الصحابي الجليل حسان ـ رضي الله عنه ـ :

وذكر أن حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ شاعر الأمة والمنافح عن الرسالة بكى حين سمع قينة تغني لأنها شوقته لحياته الجاهلية:
"عن الأصمعي قال: شهد حسان بن ثابت مأدبة لرجل من الأنصار وقد كف بصره ومعه ابنه عبد الرحمن فكلما قدم شيء من الطعام قال حسان لابنه عبد الرحمن :
أطعام يد أم طعام يدين؟
فيقول له طعام يد حتى قدم الشواء
فقال له هذا طعام يدين فقبض الشيخ يده فلما رُفع الطعام اندفعت قينة تغني بهم بشعر حسان:
انظر خليلي بباب جلّق هل *** تبصر دون البلقاء من أحد
جمال شعثاء إذا هبطن من الـ *** محبس بين الكثبان فالسند

قال: فجعل حسان يبكي وجعل عبد الرحمن يومئ إلى القينة أن تردد!
قال الأصمعي: فلا أدري ما الذي أعجب عبد الرحمن من بكاء أبيه)
العقد الفريد( (7/7..

فانظر لهذه الكذبة ما أقبحها!
أيعقل أن حسانا يستمع للغناء بعد كل هذه المواقف التي حضرها من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأدهى من ذلك أنها في بيت رجل من الأنصار!

ثالثاً: كذبه على ابن عمر ـ رضي الله عنها ـ

ونقل عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه شرب الخمر فحُد: قال صاحب العقد:
"ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب شرب بمصر فحده عمرو بن العاص سرّا فلما قدم على عمر جلده حدا آخر علانية".
العقد الفريد (8/62)

أسألكم بالله أيصدر هذا الفعل ممن كان متمسكا بسنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشد التمسك وكان يتتبع آثاره ويصلي فيها ؟؟؟
والذي كان إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به وجاد به قربة لله عز وجل!

أيصدر هذا السلوك المشين ممن مكث ستين سنة يفتي المسلمين وكان عمره يوم وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ اثنان وعشرون سنة ومنها إلى أن توفي وهو في جهاد ودعوة!

أيصدر هذا الفعل منه وقد روى أحاديث كثيرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن جلّة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولكن سبحان من يهب لمن يشاء عقولا
! انظر ترجمة هذا العلم في .. البداية والنهاية (9/8).
الذي ذُكِر أنَّه : شرب الخمر ـ كما هو مشهور في كتب الأدب ..
----------------------
** اضافة مفيدة على المقالة :
المقصود من الكاتب ابن عبد ربه فى "باب من شرب الخمر من الاشراف"ـ
هو عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، لا عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و الله أعلم بصحة ذلك ، فإن الأصل في الصحابة رضي الله عنهم العدالة .
قال العلامة الزين قاسم، في حاشيته على شرح النخبة لشيخه ابن حجر " قوة الحديث إنما هي بالنظر إلى رجاله لا بالنظر إلى كونه في كتاب كذا " انتهى

ففي طبعة العقد الفريد تصحيف ، و الطبعة القديمة ـ تحقيق العريان ـ كان فيها الاسم على صحَّته "عبيد الله بن عمر " ـ و الله أعلم ـ .
و قد ورد ذكر عبيد الله بن عمر بن الخطاب في التواريخ في عدة مواضع .

فهو عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، وأمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه.

ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من شجعان قريش وهو القائل:
أنا عبيد الله سماني عمر --- خير قريش من مضى ومن غبر

حاشا نبي الله والشيخ الأغر

خرج إلى العراق غازياً في زمن أبيه مع أخيه عبد الله، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة، فرحب بهما وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت.

ثم قال: بلى، ها هنا مال من مال الله، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلفكما فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح ففعلا.

وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال:
أكل الجيش أسلفهم، فقالا: لا،
فقال عمر: أديا المال وربحه.

فأما عبد الله فسكت وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين، لو هلك المال أو نقص لضمناه، فقال: أديا المال.
فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله،
فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضاً،
فقال عمر: قد جعلته قراضاً فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا النصف الباقي.

وقد كان يتكنى بأبي عيسى، فضربه عمر وقال: أتتكنى بأبي عيسى؟
وهل كان له من أب؟

ولما قتل عمر رضي الله عنه:
أخبرهم عبد الرحمن بن أبي بكر بأنه رأى الهرمزان وجفينة وأبا لؤلؤة يتناجون فنفروا منه فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه ..
فلما رأو الخنجر الذي قتل فيه عمر رضي الله عنه على نفس الوصف الذي ذكر عبد الرحمن،
خرج عبيد الله مشتملاً على السيف حتى أتى الهرمزان وطلب منه أن يصحبه حتى يريه فرساً له، وكان الهرمزان بصيراً بالخيل.

فخرج يمشي معه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف صاح (لا إله إلا الله) ، ثم أتى جفينة وكان نصرانياً فقتله .

فقبض عليه وسجن إلى أن تولى عثمان الخلافة فاستشار الصحابة في أمره فأفتى بعضهم بقتله، وأفتى بعضهم الآخر بالدية...
فأدى عثمان الدية من ماله وأطلقه ، وشارك في موقعة صفين وقتل فيها سنة 37هـ ، رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين .
انتهت الاضافة..............
----------------------------------------------

رابعاً: كذبه على معاوية ـ رضي الله عنه ـ :

إن أكثر من نيل منه من أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ .

فقد نقل عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ الذي دعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : (اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب) رواه أحمد.(اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به )
رواه الترمذي وشهد له حبر الأمة ابن عباس بالفضل والفقه
وقال عنه الإمام ابن كثير: (هو أول ملوك الإسلام وخيارهم) وغير ذلك مما لا يسعه هذا المقال ولا يخفى على مسلم ويكفيه شرفا أنه ممن تكحلت عينه برؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبته رضي الله عنه وأرضاه.

فقد نقل عنه (صاحب العقد) أنه كان يمنع الغناء لأنه كان لا يستهويه ولا تميل له نفسه أي كان يتبع هواه!
وحين سمع أحد المغنين يُلحن أبياتا يعشقها قلبه أجازه وأمر بأن تضرب الأوتار!

وهذا نص الخبر:
"عن الأصمعي قال : كان معاوية يعيب على عبد الله بن جعفر سماع الغناء فأقبل معاوية عاما من ذلك حاجا فنزل المدينة فمر بدار عبد الله بن جعفر فسمع عنده غناء على أوتار ...
فوقف ساعة يستمع وهو يقول: أستغفر الله! أستغفر الله!
فلما انصرف من آخر الليل مر بداره أيضا فإذا عبد الله قائم يصلي فوقف ليسمع قراءته فقال الحمد لله!
ثم نهض وهو يقول : (خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )(التوبة: من الآية102)
فلما بلغ ابن جعفر ذلك أعد له طعاما ودعاه إلى منزله وأحضر ابن صياد المغني ثم تقدم إليه يقول : إذا رأيت معاوية واضعا يده في الطعام فحرّك أوتارك وغن فلما وضع معاوية يده في الطعام حرّك ابن صياد أوتاره وغنى بشعر عدي بن زيد وكان معاوية يعجب به.

يا لُبيني أوقدي النــــارا *** إن من قد تهوين قد حارا
رُبّ نار بتُّ أرمقــــها *** تقضم الهندي والغـارا
ولها ظبي يؤججـــــها *** عاقد في الخصر زنارا

قال: فأعجب معاوية غناؤه حتى قبض يده عن الطعام وجعل يضرب برجله الأرض طربا
فقال له عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين إنما هو مختار الشعر يركب عليه مختار الألحان فهل ترى بأسا؟
قال لا بأس بحكمة الشعر مع حكمة الألحان.
"وذكر أيضا أن معاوية ـ رضي الله عنه ـ طرب طربا شديدا وجعل يحرك رجله.
العقد الفريد (7 / 19 ـ 21).

وهذا الذي كذب على أمير المؤمنين معاوية يعلم أن بينه وبين ابن جعفر صحبة فاستغل ذلك ليغتر الناس بكذبه.

وهذا باب قد أكثر أهل الأهواء طرقه كمن روى عن معاوية ـ رضي الله عنه ـ
أنه قال لابن عباس ـ رضي الله عنها ـ : يابني هاشم، مالكم تصابون في أبصاركم؟
فقال: وأنتم تصابون في بصائركم!
وذلك أنه لم يوجد ثلاثة مكافيف على نسق، غير عبد الله، والعباس، وعبد المطلب).
فقال الأديب الخويطر ـ حفظه الله ـ معلقا على هذا الخبر المختلق :
(لقد أغرى الكاذب علمه بأن عبد الله والعباس والمطلب كانوا مكافيف بالتتابع أن يركب القصة لعدم رضاه على معاوية فأراد أن يظهره بمظهر المعتدي المهزوم).
وقبل ذلك قال أن النص مختلق والكذب فيه واضح لان الجانبين على خلق يأبى لهما أن ينزل إلى هذا المستوى من السباب والعلاقة الحذرة بينهما والاحترام المتبادل يجعل من المستحيل أن يقع شيء مما قيل أنه حدث )
ملء السلة من ثمر المجلة: (1/ 130 ، 131)

وهذه سبل الأدباء الضلال لتركيب الكذب وتلبيس الحق غير لباسه.

وذكر ـ صاحب العقد ـ أيضا عن أمير المؤمنين معاوية ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يأمر أصحابه بلعن أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ على المنابر وفي المجتمعات وفي المجالس ونقل عنه خطبا بذيئة وألفاظا سوقية وبعض المواقف التي يترفع عنها ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ .

وكذلك أساء في نقولاته عن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ وكذلك ما نقله عن أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ وهو يتلفظ بألفاظ سافلة وكلام قبيح في أكثر من موضع فلا أدري أين ذهب تشيعه!

خوضه في الفتنة:

ولم يتورع صاحب العقد من الخوض في الفتنة التي وقعت بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتي أمرنا بالإمساك عنها وساق أخبار مكذوبة على الصحابة وقد بين زيفها وضلالها علماء المسلمين الثقات وأئمة الدين الأثبات ومنهم ابن كثير ـ عليه رحمة الله وذب الله عن وجهه النار كما ذب عن أصحاب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقال نور الله ضريحه ـ :
(والمظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الرافضة وأغبياء القصاص الذين لا تمييز عندهم بين صحيح الأخبار وضعيفها ومستقيمها ومبادها وقويمها).
البداية والنهاية(7/158) .

فماذا نقول عن صحابة رسول الله ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ وقد قال الله عز وجل فيهم :
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً الفتح:29

فماذا نقول عن صحابة رسول الله ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ بعد قول الله عز وجل ؟!:
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا

وليعلم أولوا الألباب أن هذه الأخبار وخاصة التي تمس الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ والتي هدفها الحط من شأنهم ينكرها من في رأسه ذرة عقل ويمجها من في قلبه مثقال ذرة من إيمان .

وهذا غير رأيه في أن الغناء مباح وأن النبيذ غير محرم..
قال الشيخ مشهور ـ حفظه الله تعالى ـ : (وقد ذكر الأستاذ رشيد رضا في تفسير المنار(5/85) أن هناك شبهة للقائلين بحل الخمر في الأديان السابقة وهي: أن الأنبياء قد شربوها ثم قال: كما نقل عن ذلك صاحب العقد الفريد وأمثاله من الأدباء الذين يعنون بتدوين أخبار الفساق والمجان وغيرهم).
كتب حذر منها العلماء ( 2 / 44 ).

مصادر ابن عبد ربه غير موثوقة:

ويبطل عجبك إذا عرفت أن مصادر ابن عبد ربه غير موثوقة فقد قال الشيخ مشهور:

فمن مصادر ابن عبد ربه في كتابه هذا (التوراة) و(الإنجيل) و(كليلة ودمنة) وما شابهها ...
وقد حذر الأستاذ منير محمد الغضبان من هذا الكتاب وقال بأنه لم يكن قصد لكاتبه عند كتابته إلا استهواء الجماهير عند جنوح الخيال وتعقد القصة وحلها بالشكل المثير للعاطفة والمحرك للنفسية ....
شأنهم بذلك شان القصاصين الذين كانوا يجلسون في المساجد فيصنعون ما يشاءون من الأحاديث سواء كانت توافق الدين أو تخالفه ...

وكان أكبر همهم أن يصغي أكبر عدد من الناس لأحاديثهم وقد بين الأستاذ عبد الحليم عويس أن هذا الكتاب وغيره قد أوجد حاجزا سميكا حال دون الوصول إلى كثير من الحقائق المتصلة بتاريخ بني أمية في المشرق.
ويقول الدكتور الطاهر أحمد مكي في دراسة له عن هذا الكتاب:
وهو لا يمحص الأخبار ولا يقف منها موقف الفاحص المدقق وإنما يعرضها كيفما تأتت له ويقول أيضا: ثم يعرض لأشياء هي إلى الخرافات والأساطير أقرب).
كتب حذر منها العلماء (2 /44)

هذه ترجمة على عجل للعقد وصاحبه من كلام العلماء والأدباء الأثبات أهديها لطالب العلم الذي لم يمخر بعد عباب هذا العقد ليكون على بينة وهدى
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بقلم: حسين بن رشود - حائل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
حاشية:
الكتاب اشتهر باسم (العقد الفريد) إلا أن بعض المتأخرين ذكر أن اسم الكتاب هو(العقد) وأما(الفريد) فهو من إضافة النساخ المتأخرين ..
وكذلك زيد عليه بعد وفاة المؤلف وكل يلحظ ذلك عندما يقرأ تراجم الخلفاء في الجزء الخامس من العقد.

وقد ذكر الشيخ سلمان آل مشهور هذه القضية في كتابه كتب حذر منها العلماء (1/56)